المسلمون الأمريكيون من أصل أفريقي (بالإنجليزية: African-American Muslims) المعروفين أيضًا باسم المسلمين السود، هم أقلية دينية أمريكية من أصل أفريقي. يمثلون واحدة من أكبر الأقليات المسلمة في الولايات المتحدة حيث لا تشكل أي مجموعة عرقية غالبية المسلمين الأمريكيين. وهم ممثلون في الطوائف السنيةوالشيعية وغيرها، مثل منظمة أمة الإسلام. وبشكل عام يرتبط تاريخ المسلمين الأمريكيين من أصل أفريقي بالتاريخ الأفريقي الأمريكي، ويعود إلى عصور الثورة وعصر ما قبل الحرب.[1][2]
التاريخ
تاريخيًا، كان المسلمون يمثلون 30٪ من العبيد الذين جُلِبوا إلى الأمريكتين من غرب / وسط إفريقيا. وكان أغلبهم يعرف القراءة والكتابة على عكس العديد من مالكيهم، وبالتالي تم تكليفهم بأدوار إشرافية.[3] إلا أن معظمهم أُجبر على اعتناق المسيحية في عصر العبودية الأمريكية.[4] ومع ذلك هناك سجلات لأفراد مثل عمر بن سعيد عاشوا بقية حياتهم كمسلمين في الولايات المتحدة.[4][5] خلال القرن العشرين، اعتنق بعض الأمريكيين الأفارقة الإسلام، وذلك بشكل أساسي من خلال دعوة الجماعات القومية السوداء مثل معبد العلوم المغاربي في أمريكا، الذي تأسس عام 1913، ومنظمة أمة الإسلام، التي تأسست في ثلاثينيات القرن الماضي، والتي إنتسب إليها بحلول عام 1963 ما لا يقل عن 20000 شخص.[6][7] وكان من أبرز أعضائها الناشط مالكولم إكس والملاكم محمد علي.[8] وكذلك سعت الحركة الإسلامية الأحمدية ذات الأصل الهندي إلى التبشيرللإسلام بين الأمريكيين الأفارقة في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي.[9]
خلال النصف الأول من القرن العشرين، أنشأ عدد قليل من الأمريكيين الأفارقة مجموعات قائمة على التعاليم الإسلامية. كانت أولى هذه المجموعات هي معبد Moorish Science of America، الذي أسسه تيموثي درو (درو علي) في عام 1913.و إدعى أن السود من أصول مغاربية فحاول استرجاع هوية السود المسلمة التي انتزعت من خلال العبوديةوالفصل العنصري.[18]
يعتبر تحول مالك الشباز (المعروف باسم مالكولم إكس) في عام 1964 نقطة تحول لانتشار الإسلام السني بين المسلمين الأمريكيين السود. حيث شجعه رحيله عن منظمة أمة الإسلام والذهاب لآداء فريضة الحج على التعرف على الإسلام السني واعتناقه؛ وسرعان ما تبعه آخرون من أمة الإسلام. خلف واريث دين محمد والده في زعامة المنظمة في عام 1975 وبدأ عملية تحويل مسلمي المنظمة إلى الإسلام السني.[20]
قام واريث دين محمد بالعديد من الإصلاحات وبدأ حملة إعلامية عن الإسلام السني مثلما فعل الشاباز (مالكوم إكس) قبل سنوات. وذكر أن والاس فرد محمد لم يكن إلهًا وأن والده إليجا محمد لم يكن نبيًا. تم تحويل جميع المعابد التي يزيد عددها عن 400 إلى مساجد إسلامية تقليدية، وعلّم أركان الإسلام الخمسة لأتباعه.[21] رفض التفسيرات الحرفية لعقيدة والده ووجهات نظر الانفصاليين السود التي تدعي أن السود أفضل من البيض وأن البيض مصدر كل الشرور، وعلى أساس دراسته المستقلة المكثفة للشريعة الإسلامية والتاريخ والعقيدة، قَبِل البيض كزملاء من المصلين. وشجع الأمريكيين الأفارقة أيضًا على فصل أنفسهم عن ماضيهم، ودعاهم في عام 1976 إلى تغيير ألقابهم التي غالبًا ما كانت تُمنح لأسلافهم من قبل أسياد العبيد. أقام علاقات أوثق مع المجتمعات المسلمة الرئيسية، بما في ذلك المسلمين من أصل لاتيني وأمريكي لاتيني. بحلول عام 1978، نجح في قيادة غالبية أمة الإسلام السنية التي لا تزال تمثل أكبر تحول جماعي للإسلام في الولايات المتحدة. اليوم العديد من المسلمين السود معروفون ومعترف بهم من خلال الحجاب للنساء واللحى الطويلة للرجال اقتداء بالنبي محمد. وقد اكتسبت أيضًا شعبية بين الرجال غير المسلمين الذين يحاكون الأسلوب الإسلامي.
المعبد المغاربي العلمي في أمريكا
المعبد المغاربي العلمي هو منظمة أمريكية تأسست عام 1913 على يد نوبل درو علي، واسمه عند الولادة تيموثي درو. ادعى أنها طائفة إسلامية لكنه استوحى أيضًا من البوذية والمسيحية والغنوصيةوالطاوية. إن الاختلافات المهمة بها عن الإسلام السائد تجعل تصنيفها كطائفة إسلامية مسألة نقاش بين المسلمين وعلماء الدين.[22]
كان عقيدتها الأساسية هي الإيمان بكونهم موآبيون، سكنوا الشواطئ الشمالية الغربية والجنوبية الغربية لأفريقيا قبل استعبادهم بعد غزو إسبانيا من 1779 إلى 1865 من قبل مالكي العبيد.[23]
على الرغم من افتقارهم إلى الجدارة العلمية، إلا أن أتباع المعبد يعتقدون أن النيغريون هم أول ساكن بشري في نصف الكرة الغربي. كما يطلق هؤلاء الأتباع على أنفسهم اسم «المغاربة الأصليين» على عكس «الأمريكيين الأفارقة».
منظمة أمة الإسلام
نشأت حركة أمة الإسلام في عام 1930 من قبل والاس فرد محمد الذي استمد فكرتها من المعبد المغاربي العلمي. وقد قدم ثلاثة مبادئ رئيسية تشكل أساس أمة الإسلام: «الله هو الإله، والرجل الأبيض هو الشيطان، وما يسمى بالزنوج هم الأكرم على كوكب الأرض».[24]
في عام 1934، أصبح إيليا محمد زعيم أمة الإسلام. قام بتأليه والاس فرد محمد، قائلاً إنه تجسيد لله، وادعى نبوته.[25] اثنان من أشهر الأشخاص الذين انضموا إلى منظمة أمة الإسلام هما مالكوم إكس، الذي أصبح وجه أمة الإسلام في وسائل الإعلام ومحمد علي الذي رفض في البداية، وتم قبوله في المجموعة بعد وقت قصير من فوزه الأول في بطولة العالم للوزن الثقيل.[26] أصبح كل من مالكولم إكسومحمد علي فيما بعد مسلمين سنّة.
توفي إليجا محمد عام 1975 وأصبح ابنه وارث الدين محمد زعيمًا لأمة الإسلام. قاد المنظمة نحو الإسلام السني، إلى أن أعاد فرخان تسمية المنظمة إلى أمة الإسلام في عام 1981، واستعاد العديد من الممتلكات المرتبطة بإليجا محمد، مثل مسجد مريم. مقرها في شيكاغو.
تشير التقديرات إلى أن منظمة أمة الإسلام كان لديها ما لا يقل عن 20000 عضو في عام 2006. ومع ذلك فهي تملك تأثيرا واسع في المجتمع الأمريكي الأفريقي.حيث عقدت مسيرة المليون رجل في واشنطن العاصمة في عام 1995 وتلتها لاحقًا أخرى في عام 2000.
اعتناق الإسلام ممارسة شائعة بين الأمريكيين من أصل أفريقي في السجن. حيث أن السجناء المسلمين يشكلون 17-20٪ من نزلاء السجون، أو ما يقرب من 350 ألف نزيل في عام 2003. هؤلاء السجناء يدخلون في الغالب إلى السجن بصفتهم غير مسلمين.[31] وهم في الغالب أمريكيون من أصل أفريقي، مع أقلية صغيرة ولكنها متنامية من أصل لاتيني.[32][33][34]
^Samuel S. Hill, Charles H. Lippy, Charles Reagan Wilson. Encyclopedia of religion in the South. Mercer University Press (2005), p. 394. (ردمك 978-0-86554-758-2).
^Lomax (1979). When the Word Is Given. ص. 15–16. ISBN:978-0-313-21002-0. Estimates of Black Muslim membership vary from a quarter of a million down to fifty thousand. Available evidence indicates that about one hundred thousand Negroes have joined the movement at one time or another, but few objective observers believe that the Black Muslims can muster more than twenty or twenty-five thousand active temple people.
^Clegg، Claude Andrew (1998). An Original Man: The Life and Times of Elijah Muhammad. Macmillan. ص. 115. ISBN:9780312181536. مؤرشف من الأصل في 2020-10-17. The common response of Malcolm X to questions about numbers—'Those who know aren't saying, and those who say don't know'—was typical of the attitude of the leadership.
^Jacob Neusner, World Religions in America: An Introduction, Westminster John Knox Press (2003), pp. 180–181. (ردمك 978-0-664-22475-2).
^William W. Sales (1994). From Civil Rights to Black Liberation: Malcolm X and the Organization of Afro-American Unity. South End Press, p. 37. (ردمك 978-0-89608-480-3).
^Dawn-Marie، Gibson (15 يونيو 2016). The Nation of Islam, Louis Farrakhan, and the men who follow him. New York. ISBN:9781137530844. OCLC:951809596.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^Dawn-Marie، Gibson (15 يونيو 2016). The Nation of Islam, Louis Farrakhan, and the men who follow him. New York. ISBN:9781137530844. OCLC:951809596.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^Lomax، Louis E. (1963). When the Word Is Given: A Report on Elijah Muhammad, Malcolm X, and the Black Muslim World. Cleveland: World Publishing. ص. 149–152. OCLC:1071204.
^United State Senate, Committee on the Judiciary, Testimony of Mr. Paul Rogers, President of the American Correctional Chaplains Association, October 12, 2003 Judiciary.senate.govنسخة محفوظة August 28, 2008, على موقع واي باك مشين.