استخدم الكاتب أسلوب الأمثال القصيرة في الكتاب، حيث كتب 71 باللغة العربية و82 باللغة الفارسية يرى فيهم أنه جمع وسجل الجوهر الأساسي لبعض الحقائق الروحية في شكل موجز.[2] ينصح عبد البهاء عباس، نجل بهاء الله والمترجم المفوض لتعاليمه، البهائيين بقراء الكتاب كل يوم وليلة وتطبيق أحكامها الكامنة في حياتهم اليومية.
التاريخ
يوجد تقليد شيعي يسمى "مصحف فاطمة"، يتحدث عن السيدة فاطمة عند وفاة والدها النبي محمد. توجد عدة نسخ من هذا المصحف، لكن جميعها تتفق في أن سيدنا جبرائيل قد ظهر لها بعد الوفاة وعزاها وأخبرها بأشياء كتبتها في كتاب.[3] إحدى النسخ ترى أن تلك الأشياء كانت نبوءات. يؤمن البهائيين أن الكتاب، إذا كان ماديا، لم ينجو وأن المهدي المنتظر سيكشفه في الأيام الأخيرة.[4]
يعتقد البهائيون أن بهاء الله كتب الكلمات المكنونة إحياءا لهذا الغرض حيث أسمى الكتاب في بداية الأمر بكتاب فاطمة، قبل أن يغيره بعد ذلك إلى الكلمات المكنونة.[5] وفقا للعقيدة البهائية، يتوافق هذا الجانب من الإنجاز مع المتعقدات التي ترى بأن نبوءات نهاية الزمان لجميع ديانات العالم يجب تفسيرها بطريقة صوفية ومجازية، أما في العقيدة الشيعية يتعارض مع ما حدث مع السيدة فاطمة وكشف جبرئيل الأسرار لها مع تعاليمهم.[6]
ينقسم كتاب الكلمات المكنونة إلى قسمين، إحداهما باللغة العربية والثاني باللغة الفارسية. يتكون كل منهما من عدة فقرات قصيرة ومرقمة، العربية من 71 فقرة بينما الفارسية 82 فقرة.[7]
تبدأ كل فقرة منهم بنداء، يتكرر كثيرا في الفقرة. بعض الدعوات الشائعة تشمل «يا ابن الروح»، «يا ابن الإنسان» و«يا ابن الوجود». كما ذكرت صلاة البهائية بصيغة المتكلم الأول، حيث يشعر القارئ أنه يتحدث مع الله. كما يشعر بأن الله يتحدث معه حين يقرأ الكتاب.[8]
في روضةِ القلبِ لا تغرِس غيرَ وردِ العشق، ومن قبضتك لا تُفلت ذيلَ بلبلِ الحبِّ والشّوق. اغتنم صُحبة الأبرار، واجتنب كلّ رفقةٍ مع الأشرار.[10]
9- يا ذا العينيْن
أغمضْ عينًا وافتحْ عينًا، أغمِض عينًا عن العالمِ والعالمين، وافتحِ الأخرى على جمال قدس المحبوب.
15 - يا ابن التّراب
لك قدّرت جميع ما في السّموات والأرض! إلا القلوب فقد جعلتها منزلا لتجلّي جمالي وإجلالي، وأنت قد تركت منزلي لغيري. فما أراد ظهور قدسي في كلّ زمان أن يقصد مكانه إلا وجد فيه غيره ورأى فيه غريبا، فأسرع إلى حرم المحبوب في اللامكان، ومع ذلك سترت أمرك ولم أفضح سرّك ولم أرتض أن أخجلك.
النهاية
كتب بهاءالله في ختام كتابه:
إن عروس المعاني البديعة التي كانت وراء أستار البيان مخبوءة مستورة ظهرت بالعناية الإلهية وتجلّت بالألطاف الرّبانيّة كشعاع جمال المحبوب المنير.
إنّي أشهد يا أيّها الأحباء أنَّ النِّعمة قد تمّت والحجّة قد كملت، والبرهان قد ظهر، والدليل قد قام. فلننظر الآن ماذا تبديه همّتكم من مراتب الانقطاع، كذلك تمّت النّعمة عليكم وعلى من في السموات والأرضين، والحمد لله ربّ العالمين.[11]
^Banani, Amin (2007). The Hidden Words of Bahāʼullāh in Faridun Vahman and Claus V. Pedersen, eds., Religious Texts in Iranian Languages: In Honour of Professor Ahmad Tafazzoli and Professor Jes P. Asmussen. Copenhagen, Denmark. pp. 351–60.
^Hatcher, J.S. (1997). The Ocean of His Words: A Reader's Guide to the Art of Baháʼu'lláh. Wilmette, Illinois, USA: Baháʼí Publishing Trust. ISBN 0-87743-259-7.