من كان معاشه في السّائمة مثل الغنم والبقر فهم ظعّن في الأغلب (أي يلجأون للترحال) لارتياد المسارح والمياه لحيواناتهم فالتّقلّب في الأرض أصلح بهم ويسمّون شاوية ومعناه القائمون على الشّاء والبقر ولا يبعدون في القفر لفقدان المسارح الطّيّبة وهؤلاء مثل البربروالتّرك وإخوانهم من التركمانوالصّقالبة.
وأول ظهور لهذا المصطلح بالمنطقة جاء عند جغرافييالقرن 16م، كإسم دال على مجموعة بشرية أوقبائل تستوطن مجال تامسنا.[6] فيذكر الحسن الوزان أن الشاوية تعني أرباب الشاه، ويضيف أن الشاوية هي عشائر من أصول إفريقية بربرية تهتم بتربية الأغنام والبقر عند حضيض جبال الاطلس وفي الجبال نفسها.[7] وقد أصبح المصطلح في العقود الاخيرة يشير كذلك إلى اسم الرقعة الجغرافية التي تستوطنها هذه القبائل.
قبائل الشاوية
جغرافيا، يمكن تقسيم الشاوية إلى إقليمين فرعيين: الشاوية السفلى والشاوية العليا. الشاوية السفلى هي الجزء الساحلي، بينما الشاوية العليا هي الجزء الداخلي. هناك تربة «التيرْس» الداكن المقدر لخصوبته والمحصول المرتفع الذي يوفره ويوجد في أراضي قبائل المذاكرةوأولاد حريزوأولاد سعيد؛ كذلك، هناك تربة «الحمري» الأحمر—تربة البحر المتوسط الحمراء.
خلال تاريخ المغرب، اشتهرت الشاوية بزراعة القمحوالشعير، اللذَين كانا يُصَدَّرَانِ أعوام الوفرة، من آنفا أو فضالة أو أزمور. وكذلك كان خروف الشاوية يقدر لصوفه، وكان يُصَدَّر إلى مارسيليا، حيث كان معروفا باسم «ورديغة» نسبة إلى مجموعة القبائل الداخلية.
بعد هزيمة برغواطة في القرن الثاني عشر، استقرت قبائل عربية منحدرة من بني هلالوبني سليم في المنطقة، وهم تمزجوا مع الأمازيغ المحليين وعرّبوهم.[8] وفي القرنين الثالث عشر والرابع عشر، نقل المرينيون أمازيغ من زناتة وهوراة من شرق المغرب إلى الشاوية وهذا بعض طرد القبائل العربية كما ذكر الحسن الوزان في كتابه وصف افريقيا.[9][10]
في مطلع القرن العشرين، شهدت الشاوية عصيانا شديدا.[11] في 1907، دخل الفرنسيون المنطقة قبل تمديد سيطرتهم معظم المغرب.[بحاجة لمصدر]
خلال فترة ما يسمى الحماية الفرنسية، كانت الشاوية جزءا من «قسم الدار البيضاء الفرعي المستقل» (Subdivision autonome de Casablanca) (بحاجة لمصدر). ثم قسَّمت مجددا إلى ثلاث مناطق مدنية مراقبة (Contrôles civils): الشاوية الشمالية (الدار البيضاء) والشاوية المركزية (برشيد) والشاوية الجنوبية (سطات).
الدراسات العلمية
كشفت دراسة《دراسة نظام النمط المناعي المعدل وراثيا لدى البربر والعرب من المغرب》التي تناولت تعدد أشكال النمط الجيني للغلوبولين المناعي المعدل وراثيًا في مجموعات سكانية مغربية، بما في ذلك عينة ناطقة بالعربية من منطقة الشاوية، أن سكان هذه المنطقة يتسمون بتباين وراثي مشابه لباقي سكان شمال إفريقيا. ورغم وجود تمايز جغرافي وثقافي بين السكان، لم تكشف الدراسة عن فروقات وراثية كبيرة بين المجموعات الناطقة بالأمازيغية والمتحدثين بالعربية، بما في ذلك الشاوية. وأظهرت العينات، تقاربًا وراثيًا مع سكان جنوب غرب أوروبا وابتعادًا ملحوظًا عن سكان جنوب الصحراء الكبرى.
وفي سنة 2024، نشرت دراسة جينية أنثروبولوجية عن سكان الشاوية وورديغة الناطقين بالعربية تحت عنوان 《دراسة أنثروبولوجية للسكان الناطقين باللغة العربية في الشاوية ورديغة (المغرب) على أساس الجينات الوراثية الجسدية》تم فيها تحليل 153 فردًا عشوائيًا غير مرتبطين فيما بينهم. خلصت الدراسة إلى وجود درجة عالية من التنوع الجيني مع قيم متغايرة تتراوح من 0.670 إلى 0.879. وأكدت تأثير التقارب الجيني التاريخي الذي حدث بين مختلف سكان العالم، وقد تشكلت هذه التقارب من خلال التغيرات في العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والجيوسياسية بمرور الوقت. وقد لوحظ من خلال التحليل التطوري أن السكان الناطقين بالعربية في الشاوية ورديغة يختلفون عن سكان جنوب الصحراء الكبرى وشرق آسيا وأمريكا اللاتينية، ولكنهم وثيقو الصلة بباقي السكان في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. بحيث تُُأكد ما جاء في الخلفية بالدراسة حول أصول الشاوية على أنهم مزيج حميم من العناصر الأمازيغية غير المتجانسة التي تم تعريبها وتهجينها بقوة، مع نسبة صغيرة من الدم العربي الهلالي.
^صميلي، حسن (1997). الشاوية: التاريخ والمجال. لجنة الشاوية، كلية الاداب والعلوم الانسانية بنمسيك. ص. 67.
^"وصف إفريقيا". books.rafed.net. مؤرشف من الأصل في 2021-01-19. اطلع عليه بتاريخ 2023-03-05.
^S. Lévy, Pour une histoire linguistique du Maroc, in Peuplement et arabisation au Maghreb occidental: dialectologie et histoire, 1998, pp.11-26 ((ردمك 84-86839-85-8))
^Edmond (1905). Merrakech. Paris, Comité du Maroc. مؤرشف من الأصل في 2016-08-27.
^E. Burke, Mouvements sociaux et mouvements de résistance au Maroc: la grande siba de la Chaouia (1903-1907), dans Hesperis Tamuda Rabat, vol.17, 1976, pp.149-163