تعود تسمية الخلوة إلى مدشر الخلوة الذي يعد مركزا للجماعة ، و يطلق على الجماعة أيضا تسمية (أحد الغربية) نسبة إلى يوم السوق الأسبوعي لقبيلة الغربية و الذي يعقد كل يوم أحد بمدشر الخلوة .
المداشر و القرى
تتكون أراضي الجماعة من 40 مدشر مختلف الحجم هي :
أولاد ابن عزي - أولاد ابن غانم - أولاد بوليفة (أو : كروز) - أولاد حباس - أولاد زاير - أولاد سبيطة - أولاد سيدي عبد القادر - أولاد عبو - أولاد عنتر - أولاد العياشي - أولاد فارس - أولاد الفتوح - أولاد اللنجري - البريدية - البواخرة - التوانسة - الجبابرة - جلاولة - الحراريين - الحساسنة - الحورش - الخلوة (المركز) - دار السيد - الدحيدحات - الدشر الجديد - دشر عيسى الحلوفي - دشر عيسى الريفي - الدعيديعة - الرفايف - روافة - الرياينة - زراولة - الشرقية - ظهر بوفاس - عروة - العمارات - عين حلوفة - مرس القوار - النعايميين - الهواريين .
و تتوزع هذه المداشر على فرق قبيلة الغربية الأربع على النحو التالي:[3]
أولاد خلوف : أولاد بوليفة - أولاد عنتر - روافة و زراولة .
أولاد سبيطة : أولاد حباس - أولاد زاير - أولاد العياشي - أولاد فارس - أولاد الفتوح - التوانسة - الخلوة - الدشر الجديد - الدعيدعية - ظهر بوفاس - عروة - عين حلوفة و النعايمين .
أولاد حباس : أولاد سبيطة - أولاد عبو - جلاولة - الحورش - دار السيد - دشر عيسى الحلوفي - دشر عيسى الريفي - الرياينة و الهواريين .
أولاد عروس : أولاد ابن عزي - أولاد ابن غانم - أولاد سيدي عبد القادر - أولاد اللنجري - البريدية - البواخرة - الجبابرة - الحراريين - الحساسنة - الدحيدحات - الرفايف - الشرقية - العمارات و مرس القوار .
الجغرافيا
تقع الجماعة القروية الخلوة في منطقة سهلية تنتمي لمنظومة السهول الأطلسية شمال المغرب و المحصورة بين جبال الريف شرقا و المحيط الأطلسي غربا . و بالرغم من انتشار السهول في كافة أراض الجماعة فالتضاريس تتحول إلى تضاريس تلية بشكل كبير في المناطق الشرقية و الجنوبية ، و يتراوح الارتفاع بتراب الجماعة بين 0 متر في حوض نهري الحاشف و الوادي الكبير و 185 متر بتل العمارات في المنطقة الجنوبية الشرقية للجماعة و يصل معدل الارتفاع إلى 51 متر عن سطح البحر .
المساحة
تبلغ مساحة الجماعة 103 كيلومتر مربع عبارة عن مناطق زراعية و مراعي مفتوحة ، حيث لا تتوفر الجماعة على مناطق غابوية بالرغم من توفرها على العديد من المسطحات المائية بالإضافة إلى انتشار طفيف للمستنقعات المائية و التي تتركز بشكل كبير على مجرى نهر تاهدارت ، و تمثل هذه المسطحات المائية مركز استراحة مهم للطيور المهاجرة .
الموارد المائية
تعد منطقة الخلوة من أغنى مناطق شمال المغرب بالموارد المائية حيث تتوفر على شبكة من المجاري المائية و البحيرات من أهمها :
نهر تاهدارت - الحاشف - خندق الريحان - الوادي الكبير - جنان عيسى - الخليج الكبير - عياشة و وادي سالم .
كما تتوفر الجماعة على بحيرتين عذبتين صغيرتين هما :
بحيرة مرجة حلوفة بمساحة 300 هكتار .
بحيرة مرجة برغة بمساحة 10 هكتارات .
التاريخ
تعود أقدم المستوطنات في المنطقة إلى الفترة الفينيقة لكنها عرفت أوجها خلال الفترة الأمازيغية ما قبل الرومانية ، و يتعلق الأمر بمدشر : الدشر الجديد أو زليل الذي تعود فترة بنائه إلى سنة 24 قبل الميلاد ، و قد ظلت المنطقة مأهولة بشريا خلال العصور الرومانية و الوندالية و البزنطية اللاحقة .
خلال العقود القليلة ما قبل الإسلام ، كانت المنطقة تابعة لقبيلتي بني زنون و بني زياد الهواريتين . و مع فتح الأندلس ، عرفت المنطقة نزيفا ديموغرافيا حادا حيث هاجر المئات من سكان المنطقة إلى شمال و شرق الأندلس ، حيث ظهرت منهم قبيلتي بني رزين و بني ذي النون اللتان لعبتا دورا مهما في تاريخ الأندلس . في حين ظلت في المنطقة تجمعات سكانية صغيرة أهمها : الهواريين و ظهر بوفاس .
عد احتلال البرتغاليين لمدينة أصيلة سنة 1471 ، برز مدشر ظهر بوفاس كمركز جديد لقبيلة الغربية معوضا المدينة السليبة ، كما أصبح هذا المدشر مركزا جهاديا مهما على حدود الاحتلال البرتغالي ما أدى إلى استقطابه هجرات متلاحقة من كل الأنحاء و بشكل خاص من مدينة نبرش (أقواس بريش) المجاورة .
بعد استرداد مدينة أصيلة سنة 1550 ، عرفت المنطقة انتعاشا ديموغرافيا جديدا يتمثل في الهجرات المتلاحقة من المطرودين الأندلسيين من مناطق غرب الأندلس (البرتغال) و التي استمرت لمدة قرن من الزمان . و قد ظهرت خلال هذه الفترة عدة مراكز جديدة من أهمها : أولاد ابن غانم - أولاد بوليفة - الحراريين - الحورش - الخلوة - دار السيد - الرفايف - الرياينة - الشرقية - مرس القوار و النعايميين .
خلال عهد السلطان محمد الثالث بن عبد الله العلوي (1757 - 1790) ، هاجرت عشرات الأسر بظهير سلطاني بهدف تعمير المنطقة و يصنف المهاجرون الوافدون على الجماعة إلى ثلاثة فروع حسب أصولهم هي : جبالة القادمين من القبائل المجاورة مثل : بني عروس و أهل سريف و بني گرفط و أنجرة و بني حسان و يتركز معظم هؤلاء بمداشر فرقة أولاد عروس . عرببني هلال القادمين من منطقة الشاوية غرب المملكة و يتواجدون في معظم قرى الفروع الباقية لقبيلة الغربية . و روافة المنتمين إلى الجنود النظاميين للسلطان و القادمين من المناطق المتحدثة باللغة الأمازيغية بالريف الشرقي و يتركزون بمدشري : روافة و دشر عيسى الريفي . لكن هذه العناصر و بالرغم من تمايزها الإثني إلا أنها سرعان ما ذابت في البوتقة الجبلية الأندلسية للمنطقة .
زليل - زليس - يوليا كونستانتينا زليل ، أسماء مختلفة للموقع الأثري الفينيقي الذي يقع بمحاذاة مدشر : الدشر الجديد . و تعود أقدم بنايات الموقع إلى التجار الفينيقيين خلال القرن الخامس الميلادي و هؤلاء التجار هم من قاموا بتسمية الموقع بزيليس ، لكن المدينة عرفت أوجها المعماري و الاقتصادي خلال الفترة الأمازيغية و بشكل خاص خلال عهد الملك بوكوس الأول (110 - 80 ق.م) . كما عرفت المدينة توسيعات عمرانية جديدة بين سنتي 60 و 40 قبل الميلاد أي خلال فترة حكم الملك بوكوس الثاني .
ابتداء من سنة 25 قبل الميلاد و خلال فترة حكم الملك يوبا الثاني (25 - 23 ق.م) عرفت المدينة توسعا عمرانيا كبيرا امتد من المنطقة السهلية إلى الهضبة الشمالية المطلة على الموقع . كما أولاها الإمبراطور الروماني أغسطس اهتماما كبيرا و قام بدوره بتوسعة المدينة كما قام بمدها بقنوات لجلب المياه .
تتكون المدينة من عدة تجمعات سكانية بالإضافة إلى العديد من الحمامات و القنوات المائية الرومانية بالإضافة إلى سور و مسرح مدرج .
خلال القرن الثالث الميلادي تم إخلاء المدينة بالكامل لأسباب غير معروفة ، لكن عادت المدينة لتبدو كمنطقة مأهولة خلال القرن الرابع الميلادي حيث ظهر الموقع كمدينة صناعية رومانية و من أهم البقايا الأثرية التي تعود إلى هذه الفترة : الحي الصناعي و الكنيسة الرومانية .
الخلوة
يقع مدشر الخلوة بالمنطقة الغربية للجماعة على بعد بضع كيلومترات فقط من مدينة أصيلة و تعود فترة إنشاء هذا المدشر إلى القرن السادس عشر على يد المهاجرين الأندلسيين . و قد اكتسبت هذه القرية مركزا قياديا مهما للقبيلة لا سيما بعد احتضانها للسوق الأسبوعي و الذي يعقد كل يوم أحد . و قد كان للسوق أهمية كبرى تعدت محيطه الجغرافي لتشمل مدن الساحل الإيطالي حيث كان يتوافد عليه العشرات من التجار القادمين من جنوةوالبندقية.[4]
حاليا للقرية أهمية اقتصادية كبرى تتمثل في احتضانها لواحدة من أهم المناطق الصناعية بعمالة طنجة أصيلة و هي المنطقة الصناعية الخلوة و التي تمتد على مساحة 656 هكتار .
الاقتصاد
الفلاحة
ساعدت المؤهلات الجغرافية للمنطقة على جعلها من أهم المناطق الفلاحية بالمغرب حيث تبلغ مساحة المنطقة المزروعة بالجماعة سنويا : 9.381 هكتار تتوزع على عدة أصناف على النحو التالي :
الصنف المزروع
المساحة بالهكتار
الحبوب
4.573
القطاني
190
المزروعات التسويقية
1.303
الخضروات
263
المساحة المشجرة
2.434
الأعلاف
618
كما يحظى نشاط تربية المواشي بأهمية لا بأس بها من طرف الساكنة ، و تتوزع رؤوس الماشية بالجماعة حسب الآتي :
الصنف
عدد الرؤوس
الأبقار
7.874
الأغنام
17.663
الماعز
203
الصناعة
بالرغم من الأهمية المعطاة للمجال الفلاحي بالجماعة ، إلا أن النشاط الاقتصادي للمنطقة في طريقه للتحول إلى المجال الصناعي حيث يستضيف مدشر الخلوة واحدة من كبريات المناطق الصناعية بعمالة طنجة أصيلة و هي عارة عن منطقة صناعية كبرى تمتد على مساحة 656 هكتار .
خلال سنة 2009 قامت إحدى الشركات الأمريكية المختصة بالتنقيب عن النفط و يتعلق الأمر بشركة (Vikings) بالاستقرار بالمنطقة كما قامت بعدة أبحاث استكشافية أسفرت عن نتائج إيجابية فيما يخص منطقة الدحيدحات ، لكن النتائج الأولية لم تسفر عن كمية و حجم الأحواض البترولية بالمنطقة .
الديموغرافيا
أواخر القرن التاسع عشر و من خلال إحصاء قدمه أوجست مولييراس في كتابه (المغرب المجهول : اكتشاف جبالة) بلغ عدد سكان القرى المكونة للجماعة 4.125 نسمة و قد استمر هذا العدد في الارتفاع ليصل إلى : 14.810 نسمة سنة 1994 لكن العدد بدأ بالانخفاض بشكل كبير نتيجة الهجرة المكثفة إلى مدينة أصيلة غالبا . ليصل إلى 12.945 خلال إحصاء سنة 2004 ثم 11.477 نسمة خلال توقعات 2013 .
الدين
خلال العهد الروماني كانت المنطقة من أهم مراكز انتشار المسيحية في شمال المغرب و لا تزال بقايا كنائس مدينة زليل الأثرية شاهدة على ذلك ، لكن كل سكان المنطقة اعتنقوا الإسلام خلال السنوات الأولى التالية للفتح الإسلامي في القرن الأول الهجري .
اليوم كل سكان الجماعة هم من المسلمين السنة المالكية . و من الملحوظ أن الطرق الصوفية قليلة التواجد بالجماعة استثناء الطريقة الريسونية الشاذلية . و يتواجد بالجماعة 44 مسجدا موزعة على كافة المداشر بالجماعة .