التستوستيرون والجهاز القلبي الوعائي

يدرس التستوستيرون والجهاز القلبي الوعائي آثار هرمون التستوستيرون الذكوري على الجهاز القلبي الوعائي.

تبين أن الأندروجين السائد لدى الرجال، التستوستيرون، ينخفض انخفاضًا كبيرًا مع الشيخوخة.[1] [2]وُجد ارتباط بين انخفاض التستوستيرون المصلي والكلي والكثير من الحالات المرضية لدى الرجال.[2][3][4] يدرس التستوستيرون والجهاز القلبي الوعائي آثار هرمون التستوستيرون الذكوري على الجهاز القلبي الوعائي.

يرتبط قصور القلب ونقص تروية القلب على وجه الخصوص بهذا الانخفاض الكيميائي الحيوي الطبيعي في التستوستيرون.[5][6][7] في السابق، عُزي ارتفاع الخطورة القلبية الوعائية لدى الرجال جزئيًا إلى الآثار السلبية للتستوستيرون الجهازي، إلا أن الأبحاث الحديثة كشفت دور التستوستيرون في الوقاية من الأمراض القلبية الوعائية.[5] لا تُعرف بعد الآلية التي يحمي من خلالها التستوستيرون الجهاز القلبي والوعائي، ولم تُحدد آلية تأثير انخفاض التستوستيرون لدى الرجال في زيادة المخاطر القلبية الوعائية بالكامل وحجم هذا التأثير.[2]

الآثار الجهازية

يرتبط انخفاض التستوستيرون بزيادة خطر الإصابة بمرض القلب التاجي من خلال تعزيز البيئة الملائمة لحدوث التصلب العصيدي.[5][8][9] وجدت بعض الأبحاث أن التستوستيرون موسع وعائي وهرمون مُصلح للبطانة في الكثير من مناطق الجسم، بما في ذلك الشرايين التاجية.[10][11] تكشف الأبحاث الحديثة دور التستوستيرون في تقليل إنتاج السيتوكينات الالتهابية مثل عامل نخر الورم ألفا وإنترلوكين 1 بيتا وإنترلوكين 6، المهمة في تكوين العصيدات. يُعتقد أن انخفاض السيتوكينات الالتهابية يسهم بانخفاض تشكيل العصيدات، إلا أن التفسير الكامل لهذه الآلية يتطلب مزيدًا من الأبحاث.[12][13]

أثبت التستوستيرون أيضًا دوره المضاد للتصلب العصيدي من خلال منع ترسب الكوليسترول الأبهري لدى الأرانب التي تتغذى على وجبات غذائية عالية الكوليسترول والفئران التي تحمل مورثة البروتين الدهني منخفض الكثافة المُعطلة.[10][14] وجد أن الترسب الدهني داخل الشريان الأبهر المرتبط بانخفاض التستوستيرون الداخلي مستقل عن مستقبلات الأندروجين.[10] يبدو أن نشاط الأروماتاز وتنشيط مستقبلات الإستروجين ألفا مسؤول جزئيًا عن خاصية تشكيل العصيدات المرتبطة بانخفاض التستوستيرون، إلا أن الآلية لم تحدد بعد.[10]

أُبلغ أيضًا عن انخفاض التستوستيرون الجهازي لدى الرجال المصابين بقصور القلب، وتتناسب شدة المرض مع انخفاض مستويات التستوستيرون الجهازي.[5] على الرغم من أن الآلية المباشرة غير مفهومة تمامًا، فإن بعض الأبحاث تعزو انخفاض التستوستيرون إلى الآثار الجانبية المتقدمة لقصور القلب، مثل انخفاض القدرة على ممارسة الرياضة وانخفاض كتلة العضلات والتعب/ضيق التنفس والدنف.[5]

العلاج التعويضي

التستوستيرون الفيزيولوجي مهم جدًا للوظائف الطبيعية لدى الرجال. أظهر الإعطاء طويل الأمد للتستوستيرون الفيزيولوجي للفئران أنه يحمي من التصلب العصيدي عن طريق زيادة البروتين الدهني مرتفع الكثافة من الكوليسترول (الكوليسترول المضاد للتصلب العصيدي).[10][15] يمكن أن يُعزى الدور المفيد للتستوستيرون في زيادة البروتين الدهني مرتفع الكثافة إلى تحويله عن طريق نشاط الأروماتاز في الأنسجة الدهنية إلى إستراديول 17 بيتا وتنشيطه اللاحق لمستقبلات الإستروجين ألفا.[10] وبالتالي، تؤدي زيادة التستوستيرون إلى تحويل كميات أكبر إلى الإستروجين وبالتالي الحصول على مستويات ليبيدية أكثر صحة. حُدد هذا الفهم في الكثير من الدراسات، على الرغم من تناقض النتائج.[10][16][17]

أدى إعطاء العلاج البديل بالتستوستيرون لدى الرجال الذين شُخصت إصابتهم بأمراض القلب الموجودة مسبقًا إلى زيادة خطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب.[18] ربطت الأبحاث الحديثة العلاج التعويضي بالتستوستيرون بزيادة الوفيات وغيرها من الحوادث القلبية الوعائية لدى الرجال الذين لديهم مرض القلب التاجي الموثق.[19] يجب إجراء مزيد من الأبحاث لتحديد المدى الكامل للدور الذي يلعبه العلاج البديل بالتستوستيرون عند الرجال المسنين في خطر و/أو ميزة الحوادث القلبية الوعائية.

مع ذلك، لا يزيد العلاج البديل بالتستوستيرون من خطر الحوادث القلبية الوعائية (بما في ذلك السكتات الدماغية والنوبات القلبية وأمراض القلب الأخرى) عند إعطائه على المدى القصير والمتوسط للرجال الذين يعانون من قصور الغدد التناسلية. لا تزال سلامة العلاج على المدى الطويل لهذه الحالة مجهولة حتى الآن.[20]

يرتبط قصور القلب ونقص تروية القلب على وجه الخصوص بهذا الانخفاض الكيميائي الحيوي الطبيعي في التستوستيرون. في السابق، عُزي ارتفاع الخطورة القلبية الوعائية لدى الرجال جزئيًا إلى الآثار السلبية للتستوستيرون الجهازي، إلا أن الأبحاث الحديثة كشفت دور التستوستيرون في الوقاية من الأمراض القلبية الوعائية. لا تُعرف بعد الآلية التي يحمي من خلالها التستوستيرون الجهاز القلبي والوعائي، ولم تُحدد آلية تأثير انخفاض التستوستيرون لدى الرجال في زيادة المخاطر القلبية الوعائية بالكامل وحجم هذا التأثير.[21][22]

مراجع

  1. ^ Oskui PM، French WJ، Herring MJ، Mayeda GS، Burstein S، Kloner RA (نوفمبر 2013). "Testosterone and the cardiovascular system: a comprehensive review of the clinical literature". Journal of the American Heart Association. ج. 2 ع. 6: e000272. DOI:10.1161/JAHA.113.000272. PMC:3886770. PMID:24242682.
  2. ^ ا ب ج Stanworth RD، Jones TH (2008). "Testosterone for the aging male; current evidence and recommended practice". Clinical Interventions in Aging. ج. 3 ع. 1: 25–44. DOI:10.2147/CIA.S190. PMC:2544367. PMID:18488876.
  3. ^ Harman SM، Metter EJ، Tobin JD، Pearson J، Blackman MR (فبراير 2001). "Longitudinal effects of aging on serum total and free testosterone levels in healthy men. Baltimore Longitudinal Study of Aging". The Journal of Clinical Endocrinology and Metabolism. ج. 86 ع. 2: 724–731. DOI:10.1210/jcem.86.2.7219. PMID:11158037.
  4. ^ Feldman HA، Longcope C، Derby CA، Johannes CB، Araujo AB، Coviello AD، وآخرون (فبراير 2002). "Age trends in the level of serum testosterone and other hormones in middle-aged men: longitudinal results from the Massachusetts male aging study". The Journal of Clinical Endocrinology and Metabolism. ج. 87 ع. 2: 589–598. DOI:10.1210/jcem.87.2.8201. hdl:1773/4493. PMID:11836290.
  5. ^ ا ب ج د ه Tirabassi G، Gioia A، Giovannini L، Boscaro M، Corona G، Carpi A، وآخرون (أبريل 2013). "Testosterone and cardiovascular risk". Internal and Emergency Medicine. ج. 8 ع. Suppl 1: S65–S69. DOI:10.1007/s11739-013-0914-1. PMID:23475207. S2CID:2318464.
  6. ^ Kontoleon PE، Anastasiou-Nana MI، Papapetrou PD، Alexopoulos G، Ktenas V، Rapti AC، وآخرون (فبراير 2003). "Hormonal profile in patients with congestive heart failure". International Journal of Cardiology. ج. 87 ع. 2–3: 179–183. DOI:10.1016/S0167-5273(02)00212-7. PMID:12559538.
  7. ^ Barrett-Connor E، Khaw KT (سبتمبر 1988). "Endogenous sex hormones and cardiovascular disease in men. A prospective population-based study". Circulation. ج. 78 ع. 3: 539–545. DOI:10.1161/01.CIR.78.3.539. PMID:3409497.
  8. ^ Nettleship JE، Jones TH، Channer KS، Jones RD (نوفمبر 2007). "Physiological testosterone replacement therapy attenuates fatty streak formation and improves high-density lipoprotein cholesterol in the Tfm mouse: an effect that is independent of the classic androgen receptor". Circulation. ج. 116 ع. 21: 2427–2434. DOI:10.1161/CIRCULATIONAHA.107.708768. PMID:17984376.
  9. ^ Joint Meeting of the Bone, Reproductive and Urologic Drugs Advisory Committee and the Drug Safety and Risk Management Advisory Committee (17 سبتمبر 2014). "Nonclinical Effects of Testosterone on the Cardiovascular System" (PDF). FDA Briefing Document. U.S. Food and Drug Administration. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2016-03-11.
  10. ^ ا ب ج د ه و ز Corona G، Monami M، Rastrelli G، Aversa A، Tishova Y، Saad F، وآخرون (يناير 2011). "Testosterone and metabolic syndrome: a meta-analysis study". The Journal of Sexual Medicine. ج. 8 ع. 1: 272–283. DOI:10.1111/j.1743-6109.2010.01991.x. PMID:20807333. S2CID:25095387.
  11. ^ Webb CM، McNeill JG، Hayward CS، de Zeigler D، Collins P (أكتوبر 1999). "Effects of testosterone on coronary vasomotor regulation in men with coronary heart disease". Circulation. ج. 100 ع. 16: 1690–1696. DOI:10.1161/01.cir.100.16.1690. PMID:10525487.
  12. ^ Corrales JJ، Almeida M، Burgo R، Mories MT، Miralles JM، Orfao A (يونيو 2006). "Androgen-replacement therapy depresses the ex vivo production of inflammatory cytokines by circulating antigen-presenting cells in aging type-2 diabetic men with partial androgen deficiency". The Journal of Endocrinology. ج. 189 ع. 3: 595–604. DOI:10.1677/joe.1.06779. PMID:16731790.
  13. ^ Malkin CJ، Pugh PJ، Jones RD، Jones TH، Channer KS (سبتمبر 2003). "Testosterone as a protective factor against atherosclerosis--immunomodulation and influence upon plaque development and stability". The Journal of Endocrinology. ج. 178 ع. 3: 373–380. DOI:10.1677/joe.0.1780373. PMID:12967330.
  14. ^ Nathan L، Shi W، Dinh H، Mukherjee TK، Wang X، Lusis AJ، Chaudhuri G (مارس 2001). "Testosterone inhibits early atherogenesis by conversion to estradiol: critical role of aromatase". Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America. ج. 98 ع. 6: 3589–3593. Bibcode:2001PNAS...98.3589N. DOI:10.1073/pnas.051003698. JSTOR:3055279. PMC:30697. PMID:11248122.
  15. ^ Vigna GB، Bergami E (2005). "Testosterone replacement, cardiovascular system and risk factors in the aging male". Journal of Endocrinological Investigation. ج. 28 ع. 11 Suppl Proceedings: 69–74. PMID:16760629.
  16. ^ Shono N، Kumagai S، Higaki Y، Nishizumi M، Sasaki H (1996). "The relationships of testosterone, estradiol, dehydroepiandrosterone-sulfate and sex hormone-binding globulin to lipid and glucose metabolism in healthy men". Journal of Atherosclerosis and Thrombosis. ج. 3 ع. 1: 45–51. DOI:10.5551/jat1994.3.45. PMID:9225239.
  17. ^ Dai WS، Gutai JP، Kuller LH، Laporte RE، Falvo-Gerard L، Caggiula A (مايو 1984). "Relation between plasma high-density lipoprotein cholesterol and sex hormone concentrations in men". The American Journal of Cardiology. ج. 53 ع. 9: 1259–1263. DOI:10.1016/0002-9149(84)90075-4. PMID:6711424.
  18. ^ Finkle WD، Greenland S، Ridgeway GK، Adams JL، Frasco MA، Cook MB، وآخرون (2014). "Increased risk of non-fatal myocardial infarction following testosterone therapy prescription in men". PLOS ONE. ج. 9 ع. 1: e85805. Bibcode:2014PLoSO...985805F. DOI:10.1371/journal.pone.0085805. PMC:3905977. PMID:24489673.
  19. ^ Vigen R، O'Donnell CI، Barón AE، Grunwald GK، Maddox TM، Bradley SM، وآخرون (نوفمبر 2013). "Association of testosterone therapy with mortality, myocardial infarction, and stroke in men with low testosterone levels". JAMA. ج. 310 ع. 17: 1829–1836. DOI:10.1001/jama.2013.280386. PMID:24193080.
  20. ^ "The risk of Cardiovascular Events in Men Receiving Testosterone Therapy: An Endocrine Society Statement" (PDF). Endocrine Society. 7 فبراير 2014. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2024-11-25.
  21. ^ "Research provides reassurance about the safety of testosterone treatment". NIHR Evidence (Plain English summary). National Institute for Health and Care Research. 6 فبراير 2023. DOI:10.3310/nihrevidence_56696. S2CID:257851823. مؤرشف من الأصل في 2024-09-14.
  22. ^ Hudson J، Cruickshank M، Quinton R، Aucott L، Aceves-Martins M، Gillies K، وآخرون (يونيو 2022). "Adverse cardiovascular events and mortality in men during testosterone treatment: an individual patient and aggregate data meta-analysis". The Lancet. Healthy Longevity. ج. 3 ع. 6: e381–e393. DOI:10.1016/S2666-7568(22)00096-4. PMC:9184259. PMID:35711614.