الترجمانة الكبرى

الترجمانة الكبرى
معلومات عامة
المؤلف
اللغة
البلد
النوع الأدبي
الناشر
تاريخ الإصدار
التقديم
عدد الأجزاء
واحد
عدد الصفحات
659

الترجمانة الكبرى في أخبار المعمور برا وبحرا هو كتاب في أدب الرحلات ألفه المؤرخ المغربي أبو القاسم الزياني نقل ووصف فيه مشاهداته لوقائع رحلات ثلاث قام بها ما بين سنة 1755م و 1792م إلى كل من الحجاز ومصر والقسطنطينية. وهي سيرة تاريخية ذاتية، وسجل خاص لمواقف الكاتب ورؤاه ومشاهداته وملاحظاته وخبراته وتجاربه في الحياة. اتصفت الترجمانة بالشمولية أو الكتابة الموسوعية المتحررة، حيث تجاوزت موضوعاتها وتطرقت لحقول معرفية متعددة مثيرة للالتباس في الواقع، فاحتوت أطيافا وضروبا من المعارف التاريخية والاجتماعية، والسياسية والجغرافية والفقهية واللغوية والأدبية.

وكتب الزياني في مدخل رحلته الحديث عن مصدر ثقافته الدينية واللغوية فقد صورها بدقة كعادته في الوصف. وفي رحلته لمصر تحدث عن أساتذته الذين تلقى عنهم دروسه وذكر منهم سيدي الطيب القادري وسيدي عبد القادر بوخريص والشيخ التاودي ابن سودة وسيدي عمر الفاسي الذي كان يحضر مجلسه عدد من مشاهير طلبة أهل فاس كالسيد عبد القادر ابن شقرون وسيدي يحيى الشفشاوني والسيد محمد سكيرج وغيرهم من الذين كان لهم شأن

النكبات

تترامى أطراف الترجمانة على سبع «نكبات»، كما وصفها المؤلف، وتتصل هذه النكبات لدى الزياني بلحظات الانكسار والسقوط والتلف كما يقول. فالنكبة الأولى حدثت عندما تكسر مركب عائلته قرب مرسى الينبع.[1] والثانية لما أبعده السلطان محمد بن عبد الله بعد أن خدمه عشر سنوات، فظل مهدداً بالقتل.


والنكبة الثالثة عندما اعتقله وأسره السلطان مولاي اليزيد، ويقول عنها

«...فلم أشعر إلا وأنا في قبضته أسير، وفي الغل والضيق الشديد العسير، وكل ما عندي من الدور والأسباب محوز، وممنوع مما يجوز وما لا يجوز»

والنكبة الرابعة عندما عفا عنه السلطان اليزيد، ورده لخدمته، وألحقه بسلك كتبته، وثب عليه بعد شهور وثبة الانتقام، حيث أهين في حضرته وضرب حتى الغيبوبة وهدد بالقتل، وتم سجنه بالعرائش شهرا ليستقدم بعد ذلك على الرباط وقد ظل سجينا بها إلى أن بلغ خبر موت اليزيد فسرحه أهل الرباط، وسافر لفاس ليبايع السلطان مولاي سليمان. النكبة الخامسة وهي بعد ما عينه السلطان مولاي سليمان لتقلد ولاية مدينة وجدة بالإكراه، وفي طريقه إليها اعترض سبيله عرب أنكاد، ووقعت الواقعة فانهزم أبو القاسم ومن معه ونهبهم العرب، واختار طريق الفرار إلى وهران وتلمسان.

الشعر

قام المؤلف باستدعاء واستقطاب وإنزال نصوص شعرية للإحاطة بمجموعة من المواقف التي تلتقي مع جوانب شخصية تاريخية أو ثقافية من وقائع الترجمانة، ويتبنى أحكامها وقيمها ومضامينها. ومن تلك القصائد قصيدة الوزير المغربي وقصيدة أبي الفتح البستي، وكان سبب استحضارهما كما يروي بعد نكبته السادسة أنه اختار الجلاء والغربة والترحال وتوجه إلى زاوية الشيخ اليوسي ولما بلغ الزاوية ودخل بابها رأى رجلا على كرسيه محاطا بمجموعة من الطلبة وسمعه يقول "

«من قرأ قصيدتي المغربي والبستي لا يحتاج إلى مشير ولا خبير ففيهما من فصول السياسة والتدبير ما لم يجتمع في ديوان صغير أو كبير.[2]»

" فتأثر بهذا القول واشتغل بالبحث عن القصيدتين عدة أشهر إلى أن عثر عليهما في كتاب «حياة الحيوان الكبير» لكمال الدين الدميري، وجد فيهما دواؤه كما زعم. تنوعت النصوص الشعرية بشكل كبير على مستوى انتماءاتها التاريخية حيث يتوزعها شعراء من كل العصور الأدبية العربية: أبو محجن الثقفي والكميت، وأبي نواس والمتنبي وابن الوردي وأبي دلامة والشريف الرضي والمعري والبحتري ومجنون ليلى والصنوبري والشافعي والحسن اليوسي. وتتنوع المواقع التي يلجأ فيها الزياني لاعتماد هذه النصوص لكنها تظل دائما أداة ترسيخ أو تأكيد وعنصر إيحاء في السياقات التي تحتضنها وتنتظم في مجاريها. وفي الغالب فإن صيغة الاستدعاء هنا تقتصر كذلك على نصوص شعرية قصيرة، أبيات أو مقطوعات بحسب الموضوعات التي تعضد غاياتها.

عند وصوله إلى تونس مر بالمحجر الصحي لمدة عشرين يوما، فعانى وقاسى الكثير، رغم استعطافه واستشفاعه القائم على الجمرك الذي لم يستجب له، مما دفع الزياني إلى هجائه في قصيدة من أربعة وثلاثين بيتا، والقصيدة يغلب عليها النظم وتعتريها اختلالات إيقاعية.

وصلات خارجية

مراجع

  1. ^ أبو القاسم الزياني: الترجمانة الكبرى في أخبار المعمور برا وبحرا. تحقيق: عبد الكريم الفيلالي. دار نشر المعرفة. الرباط.1991، ص 59
  2. ^ الترجمانة: ص:383.