كانت البتراء تشكل أهمية كبيرة للرومان نتيجة لوقوعها على طرق التجارة الدولية وتحكمها بمرور القوافل عبر طريق الملوك. قام الجنرال الروماني بومباي بغزو المملكة النبطية في حوالي عام 60 قبل الميلاد، وقام بمحاصرتها، إلا أنه سمح بقدر من الحكم الذاتي فيها بعد ذلك. وفي عام 106 م، مد الإمبراطور الروماني تراجان السيطرة الرومانية لتشمل كل نباطيا. وأصبحت البتراء مركزا للمقاطعة العربية. أضيف للمدينة العديد من المسارح وأروقة الطرق الكلاسيكية ذات الطابع الروماني. كما تأثر الرومان بهندسة العمارة النبطية، حيث شيد للحاكم الروماني في البتراء سكتوس فلورنتيوس سنة 127 م، تابوت ذو طابع نبطي.[1][2] بعد تحول الإمبراطورية الرومانية إلى الديانة المسيحية، حظيت البتراء بمطرانية، وتحولت بعض أبنيتها إلى كنائس.[3] ويبدو أن المسيحية قد دخلت البتراء ومختلف المنطق النبطية قبل وخلال الفترة المبكرة من العصر البيزنطي، رغم انتشار الوثنية جنباً إلى جنب معها، حيث كانت الكنائس والمعابد الوثنية موجودة حتى القرن الخامس.[4]
كانت معظم مدن المقاطعة العربية ذات كثافة سكانية منخفضة. ويمكن ملاحظة منطقة تركزها في شمال الأردن حاليا، وعلى طول نهر الأردن. لقد كانت آيلة (العقبة) الميناء الرئيسي الوحيد لهذه المقاطعة. توجد عدة إحتمالات حول اختيار الرومان مركز هذه المقاطعة، فمنها مايشير إلى اختيار البتراء نفسها كعاصمة، ومنها مايشر إلى اختيار بصرى بالقرب من الحدود السورية الأردنية حاليا. وقد كانت البتراء مركزا لأحد الفيالق الرومانية، وهو "Legio III Cyrenaica".[5]
^Reid, Sara Karz (2006). The Small Temple. Piscataway, NJ: Gorgias Press. "Reid explores the nature of the small temple at Petra and concludes it is from the Roman era."
كما ذُكِرَ في كتاب الرتب والوظائف. قام دقلديانوس، حوالي 293 بإعادة هيكلة إدارة المقاطعات وإنشاء الأبرشيات. بعد وفاة قسطنطين الأول أُنشِئَت ولايات إمبراطورية دائمة. انقسمت الإمبراطورية بشكل دائم بعد 395. أُسِّسَت الإكسارخيات (Exarchates) في رافيناوأفريقيا بعد 584. بعد خسارة كبيرة للأراضي في القرن السابع، حل نظام الثيمة محل المقاطعات حوالي 640-660، وفي آسيا الصغرى وأجزاء من اليونان ظل نظام الثيمة سائدا حتى أوائل القرن التاسع.